Title sheet 3.png

حياة الفنانة شادية :




كانت هناك فتاة لم تتجاوز الأعوام الثمانية من عمرها تدعى "فتوش" تقف أمام مرآتها لساعات و ساعات. تحاول تفليد المطربة ذائعة الصيت آنذاك ليلى مراد، و التى رأتها فى أول فيلم شاهدته لها و هو فيلم "ليلى"، حيث تمنت "فتوش" أن تصبح فى يوم من الأيام "النسخة الحديثة من ليلى مراد".

لم تكن هذه الفتاة الصغيرة سوى فاطمة محمد شاكر التى غزت العالم العربى كله تحت اسم شادية، فقد كانت "فتوش" تعشق الغناء و التمثيل منذ الصغر، حيث كانت أيضاً بارعة في تقليد ليلى مراد و حفظ اغانيها عن ظهر قلب. كانت شقيقتها عفاف أول من شجعها على تطوير موهبتها منذ البداية ، خاصة أن عفاف نفسها كانت تتمتع بصوت عذب جميل، إلا أن محاولتها دخول عالم الفن لم تعرف نجاحاً كبيراً نظراً لأعتراض والدها، لتفضل الأعتزال مبكراً ، و تحقيق أحلامها الشخصية عن طريق شقيقتها الصغرى، حيث لم يمر يوم إلا و أشتركت مع "فتوش" فى الغناء فى أكثر من اغنية، وبالطبع كانت أغانى ليلى مراد فى طليعة القائمة، و تحديداً أغنية "يادى النعيم اللى انت فيه يا قلبى" التى غنتها ليلى برفقة محمد عبد الوهاب، حيث كانت شادية تقوم بغناء المقطع الخاص بمطربتها المفضلة على أن تترك غناء مقاطع عبد الوهاب لعفاف.

فى المقابل أكتشف المهندس الزراعى كمال شاكر حجم الموهبة الكبيرة التى تحملها ابنته الصغرى بالصدفة البحتة ، أو بمعنى أصح عن طريق صدفة "مدبرة"، فقد كانت فاطمة ترغب فى دخول الفن و لكنها كانت تخشى رد فعل أبيها الذى سبق و أن قاطع أختها الكبرى عفاف لمدة عام كامل بسبب رغبتها فى دخول عالم الفن. فقد استغلت فاطمة وجود المغنى التركى الشهير منير نور الدين مع العائلة بإحدى المناسبات، و طلبت من جدتها أن تدعوها للغناء أمام الجميع ، فاستجابت الجدة على الفور ، فى نفس الوقت الذى تساءل فيه الأب بدهشة " و هي تعرف تغنى؟" ،فردت الجدة:" نشوف ..."

لم تتردد الفتاة الصغيرة فى الغناء بأغنية ليلى مراد الشهيرة "بتبص لى كده ليه" ، لتنال شادية إعجاب منير نور الدين الشديد، ليخبر والدها بأن بين يديه كنزاً يجب أن يعرف طريقه إلى عالم الفن الرحب. و منذ تلك اللحظة أدرك الوالد موهبة ابنته ذات السنوات الثمانية و قرر أن يساعدها على صقلها بالدراسة ، فأحضر لها من علمها العود و ال"صوفليج" أو الغناء مع البيانو حتى تعاقدت فاطمة بمرور الوقت مع شركات الإنتاج الفني المرموقة آنذلك، لتصبح "شادية" الفتاة الدلوعة الرقيقة التي دخلت البيوت و القلوب دون إستئذان .

و لعل وجود شادية فى فترة النصف الثانى من الأربعينات كان ضرورة اكثر منه صدفة، فقد كانت الساحة فى شوق لوجه جديد سواء فى الغناء أو السينما يكسر السيطرة و المنافسة المحتمدة بين زهرتى الشام نور الهدى و صباح ، إلى جانب "المخضرمة" ليلى مراد التى أرتبطت اكثر بمؤسسة انور وجدى الفنى. لذا كان استقبال شادية الذى يميل إلى الاحتفاء متوقعاً للغاية بعد أن أثبتت براعتها و مواهبها الطبيعية مبكراً و هى دون الثالثة عشرة من عمرها، لتكون اكبر المرشحات لخلافة ليلى مراد فى مملكة الغناء و التمثيل معاً.

شهد عام 1947 أول تعارف بين شادية و الجمهور من خلال فيلم "أزهار و أشواك" ، من خلال دور ثانوى لم يكن له الأثر الأكبر على مسيرتها المبكرة، إلا إنها قفزت إلى ادوار البطولة مباشرة فى نفس العام برفقة محمد فوزى من خلال فيلم "العقل فى اجازة"، و الذى قام فوزى بتلحين اغانيه بطريقة خفيفة تتناسب مع الصوت الرقيق لمطربته المراهقة. لتدهش شادية الجميع بأداءها المتيز لهذه الألحان، و الذى جعل منها ملكة للأغانى الخفيفة على ساحة الغناء بمساعدة ملحنين هم جبابرة هذا النوع على الساحة لعقود فى مقدمتهم منير مراد الذي لحن لها عدد كبير من الأغنيات أهمها "واحد اتنين" و "إن راح منك يا عين" ، و محمود الشريف مع أغنية "حبينا بعضنا" ،إضافة إلى تعاونها المميز مع كمال الطويل الذى أثمر عن اعمال فائقة النجاح مثل أغنية "وحياة عينيك و فداها عنيه".

الكثيرون لا يعلمون أن اسم "شادية" تم اطلاقه عليها للمرة الأولى على يد المخرج حلمى رفلة عندما أختارها لتفوم ببطولة فيلم "العقل فى اجازة"، ولكن يتردد أن الذى أختار لها هذا الأسم هو يوسف وهبى حين كان يمثل فى فيلم اسمه "شادية الوادى" ، و قيل أيضاً أن هذا اللقب أختاره لها عبد الوارث عسر الذى لقبها بشادية الكلمات لطريقتها المميزة فى اداء الجمل الحوارية.

حياة شادية فى سطور:

-8 فبراير1929: ولدت فاطمة كامل شاكر أو "شادية "فى حى الحلمية الجديدة بالقاهرة .

- 1947: كانت السنة التى دخلت فيها شادية إلى عالم الفن و بقوة سينمائياً و لكنها فى البداية إشتركت مشاركة بسيطة بمشهد فى فيلم "أزهار و أشواك" ، الذى لم يحقق نجاحاً يذكر، و فى نفس العام عرفت شادية أول بطولة لها مع محمد فوزى فى فيلم "العقل فى إجازة". و لكن هناك حقيقة أخرى لا يعلمها الكثيرون من خلال مشاركة شادية بصوتها فقط فى فيلم "المتشردة" من خلال دور الفنانة حكمت فهمىالتى اكتفت بتحريك شفتيها فقط.

- 1947: بداية تعارف شادية و كمال الشناوى أشهر ثنائى فى السينما المصرية بمرحلة الخمسينات ، حيث استمر تاعونهما على مدار 25 فيلماً.

- 1948: ظهرالحب الأول و الحقيقى فى حياة شادية و كان عمرها 19 عاماً لشاب أسمر صعيدى وسيم ضابط فى الكليه الحربية، و قد تمت خطبتها إليه ، موافقة على طلبه بإعتزالها الفن، ولكنه توفى فى حرب فلسطين عام 1948.

- 1952 : أكثر أعوام شادية ازدهاراً فى السينما، حيث قدمت 13 فيلماً ، أى بمعدل فيلم كل شهر. ولم يضاهيها فى هذا الرقم سوى إسماعيل يس فى قمة مجده.

- 1952 : تقابلت شادية مع عماد حمدى فى "قطار الرحمة" ، الذى كان متجهاً للصعيد لأغراض خيرية. و قد تزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم "أقوى من الحب" بالإسكندرية عام 1953 ، و كان يكبرها بحوالى 23 عاماً ، ودام الزواج 3 سنوات لينتهى نهاية هادئة بالإنفصال.

- 1956 : ظهرت قصة حب بين شادية و فريد الأطرش أثناء عملهما معاً فى فيلم "ودعت حبك" ،وقد إعترف الإثنان بذلك ولكنهما لم يتزوجا وذلك بسبب العناد و الكبرياء الذى سيطر على كل منهما.

- 1957 : تزوجت شادية من المهندس عزيز فتحى الذى تعرفت عليه فى سرداق عزاء الفنان سراج منير و لكنه لم يستمر أكثر من 3 سنوات و انتهى بالطلاق.

- 1962 : كانت نقلة كبيرة فى حياة شادية الفنية حيث دخلت عالم الإنتاج السينمائى بفيلم "اللص و الكلاب" الذى أشتركت فى بطولته أيضاً فى دور فتاة غانية تقدم يد العون لهارب من العدالة يسعى للإنتقام من شركاء الماضى.و قد خرجت الفتاة الدلوعة الشقية و أوضحت بهذه التجربة قدراتها الفنية المختلفة و إمكانياتها فى التنوع .

- 1965 : تزوجت شادية من صلاح ذو الفقار بعد قصة حب شهيرة ولكنهما إنفصلا عام 1969 إنفصالاً نهائياً.


- 1984 : قدمت شادية للسينما آخر أفلامها "لا تسألنى من أنا" مع المخرج أشرف فهمى.

-1985 : إشتركت شادية فى أول و آخر عمل مسرحى لها "ريا وسكينة"، و التى حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً لم تعرفه مطربة أو نجمة سينمائية من قبل.

- 1986 : كان آخر ظهور لشادية على المسرح من خلال اشتراكها فى "الليلة المحمدية" حيث غنت أول أغنية دينية لها "خد بإيدى" التى كانت تناجى فيها الرسول الكريم، لتقرر الأعتزال عقب هذه الحفلة مكتفية بما حققته من نجاح و أصبحت تسعى إلى نجاح أكبر.. إلى التفرب من الله.

-بلغ ما قدمته شادية للفن 117 فيلماً سينمائياً ، و 10 مسلسلات إذاعية ، و مسرحية واحدة ، و ما يتعدى 1500 من الأغانى الخفيفة والأغانى الوطنية التى لقبت على أثرهم بلقب "بنت مصر".

أشهر تعليق لشادية:
"أكبر غلطة تقع فيها المطربة ان تتصور أن عجلة الزمن لن تتغير و أن أذواق الناس لن تتطور. و أنا أعرف أنه سيأتى يوم أترك فيه مكانى على المسرح لأنتقل إلى مقاعد المتفرجين. و لذلك فالمطربة الذكية هي التي تعرف بالضبط اللحظة التى تنسحب فيها من المسرح و الوقت الذى تودع فيه الجمهور و هى مرفوعة الرأس قبل أن يودعها الناس بالبيض و الطماطم"


 المصدر :
http://100fm6.com/vb/showthread.php?t=9448 - 100fm6.com

 

 

لمحه أخرى عن حياة شاديه

شــادية

اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، قامت بالدوبلاج الغنائي في فيلم "المتشردة" 1947، قامت بدور صغير في فيلم "أزهار أشواك"، قدمت عدة مسلسلات إذاعية مثل "صابرين.. جفت الدموع" قامت ببطولة مسرحية واحدة "ريا وسكينة"، أنتجت فيلمي "شاطئ الذكريات" و"ليلة من عمري"،تزوجت من عماد حمدي والمهندس الإذاعي عزيز فتحي وصلاح ذو الفقار، اعتزلت العمل السينمائي في عام 1986 105 فيلمًا. من أعمالها: 1947 العقل في أجازة، حمامة السلام- 1948 عدل السماء، الروح والجسد- 1949 نادية، صاحبة الملاليم، كلام الناس، ليلة العيد- 1950 البطل، ساعة لقلبك، الزوجة السابعة، معلش يا زهر، ظلموني الناس، حماتك تحبك، أيام شبابي- 1951 مشغول بغيري، ليلة الحنة، السبع أفندي، سماعة التليفون، في الهوا سوا، عاصفة على الربيع، القافلة تسير، حماتي قنبلة ذرية، أولادي، أشكي لمين، الدنيا الحلوة، الصبر جميل، قطر الندى- 1952 أمال، الأم القاتلة، بيت النتاش، غضب الوالدين، الهوا مالوش دوا، بشرة خير، قليل البخت، قدم الخير، بنت الشاطئ، حياتي أنت، ظلمت روحي، غلطة ابن، يسقط الاستعمار- 1953 حظك هذا الأسبوع، أنا وحبيبي، اشهدوا يا ناس، بين قلبين، كلمة حق، لسانك حصانك، بياعة الخبز، اللص الشريف، ماليش حد، موعد مع الحياة- 1954 أقوى من الحب، مغامرات إسماعيل يس، أنا الحب، بنات حواء، بنت الجيران، شرف البنت، الظلم حرام، اوعى تفكر، الحقوني بالمأذون، الستات ما يعرفوش يكدبوا، ليلة من عمري- 1955 لحن الوفاء، شاطئ الذكريات- 1956 شباب امرأة، وداع في الفجر، ربيع الحب، عيون سهرانة، دليلة، وعدت حبك- 1957 لواحظ، أنت حبيبي- 1958 حب من نار، غلطة حبيبي، قلوب العذاري، الهار بة- 1959 ارحم حبي، عش الغرام، المرأة المجهولة- 1960 لوعة الحب- 1961 معًا إلى الأبد، لا تذكريني، التلميذة- 1962 الزوجة رقم 13، انسى الدنيا، امرأة في دوامة، اللص والكلاب، المعجزة- 1963 على ضفاف النيل، القاهرة في الليل، زقاق المدق، منتهى الفرح- 1964 ألف ليلة وليلة، الطريق- 1965 أغلى من حياتي- 1966 مراتي مدير عام- 1967 معبودة الجماهير، كرامة زوجتي- 1986 عفريت مراتي- 1969 شيء من الخوف، نص ساعة جواز، ميرامار، خياط للسيدات (سوري)- 1970 نحن لا نزرع الشوك- 1971 لمسة حنان- 1972 أضواء المدينة- 1973 ذات الوجهين- 1974 امرأة عاشقة، الهارب- 1976 أمواج بلا شاطئ- 1979 الشك يا حبيبي، رغبات ممنوعة 1980 وادي الذكريات- 1984 لا تسألني من أنا.